محب الجنة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


الطريق الى الجنة
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 وفى اسلام هذا الشاب عبرة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محمد ابو سعد
الادارة
الادارة
محمد ابو سعد


ذكر عدد الرسائل : 164
العمر : 38
الموقع : محمد ابو سعد
العمل/الترفيه : المدير العام
المزاج : مبسوط
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 14/11/2008

وفى اسلام هذا الشاب عبرة Empty
مُساهمةموضوع: وفى اسلام هذا الشاب عبرة   وفى اسلام هذا الشاب عبرة I_icon_minitimeالسبت نوفمبر 15, 2008 1:44 am

وفي إسلام هذا الشَّابِّ عبرة !





هذه قصَّة واقعيَّة في إسلام شابٍّ , اختار لِنفسه بعد إسلامه اسم سيف الإسلام التُّهامي , يقول : وُلدتُ في القاهرة بمصر في 30-7-1980 م , من أبٍ أرمَني كاثوليكي وأمٍّ إنجيليَّة . وكانت ابنةُ عمِّ أبي راهبةً في مدرسة راهبات الأرمن , وكان خالي قِسِّيسًا في إحدى الكنائس الإنجيليَّة , وكان لي أختان أكبر منِّي بأربع سنوات .


نشأتُ نشأةً نصرانيَّة بَحْتَة , فمنذُ نعومة أظافري وأنا أذهب إلى الكنيسة كلّ يوم أحد وفي الأعياد وفي كلّ وقت أشاء , حيثُ لَم يكُن علَيَّ رقيبٌ في ذلك .


وكنتُ أُحبُّ الذَّهاب إلى الكنيسة والاستمتاع بكلِّ ما فيها من شعائر وصلوات , وأُحبُّ أيضًا الألعاب والمعسكرات والرَّحلات التي تُنظِّمها .


التحقتُ بمدرسة نوباريان الأرمنيَّة , وهي مدرسة لا تَقبلُ إلاَّ نصارى الأرمن . وكان أوَّل ما نفعلُه صباحًا في طابور المدرسة هو الصَّلاة ونحنُ واقفون في صَفِّنا . وكانت توجدُ كَنيسة بالمدرسة , وكان أكثر المدرِّسين نصارى . فلَم يكُن لي إذًا أيّ اختلاط بالمسلمين , إلاَّ بالقليل من أصدقائي في الحيّ . وكانت مُعظم أوقاتي أُقضِّيها في الكنيسة , حيثُ كنتُ أعملُ كشَمَّاس , أُساعدُ القِسَّ في مراسم القدَّاس (أي الصَّلاة Messe) .


واستمرَّ بي الحال على ذلك حتَّى وصلتُ إلى المرحلة الثَّانويَّة , وبدأتُ أرتبطُ بالكنيسة والقساوسة أكثر من ذي قبل . وكنتُ سعيدًا جدًّا بهذه العلاقة لأنَّني كنتُ من المقرَّبين لديهم . وأصبحتُ أقوم بِمُعظَم شعائر القدَّاس , من قراءة للإنجيل , ورَدٍّ على القسِّ عندما يتلُو أيَّ شيء منه , بالإضافة إلى تحضير القربان والخمر , أعاذكُم اللَّهُ منها .


وفي يوم , كنتُ جالسًا مع أحد أصدقائي المسلمين , فقال لي : ألنْ تُسلمْ ؟ قلتُ : ولِمَ أُسلِمْ ؟! ولِمَ لا تَتَنصَّرُ أنت ؟! قال : أنتم كلُّكم في النَّار ! فنزلَتْ علَيَّ هذه الجملة نزول الصَّاعقة ! النَّار ؟! لماذا النَّار ؟! أنا أعملُ كلّ عَمل صالح لأتقرَّبَ إلى ربِّي وأدخل الجنَّة , ثمَّ يقول لي أنَّني سوف أدخل النَّار ؟!
عندما هدأتُ , سألْتُه : لِمَاذَا أدخلُ أنا وجميع النَّصارى النَّار , وأنتم المسلمون تدخلون الجنَّة ؟! قال : لأنَّكم تقولون أنَّ اللَّه ثالثُ ثلاثة , وأنَّ المسيح ابنُ اللَّه , وغيرها من الافتراءات على المسيح ! قلتُ : وكيف عرفتَ كلَّ هذه الأشياء ؟! هل قرأتَ الإنجيل ؟! قال : لا , بل قرأتُها في القرآن . فاستغربتُ أيضًا من ذلك ! فكيف يعرفُ القرآنُ ما في ديننا ؟! وكيف يُقرِّر أنَّ هذه الأشياء التي نقولها عن المسيح كلُّها كُفرٌ وتؤدِّي إلى النَّار ؟!


بدأتُ أتفكَّر مَلِيًّا في هذا الأمر , ثمَّ , ولِأوَّل مرَّة بدأتُ أقرأ الإنجيل بتمعُّن , فقد كانت على قَلبي غشاوة . وبدأتُ أكتشفُ الاختلافات الشَّديدة في ذِكْر نَسَب المسيح , وادِّعاء ألُوهيَّته تارة ونُبُوَّته تارة ! وبدأتُ أتساءل : مَنْ هو المسيح إذًا ؟ أهُو نَبيٌّ , أم ابنُ اللَّه , أم هو اللَّه ؟!


فأعددتُ بعضَ الأسئلة , ثمَّ ذهبتُ بها إلى القسِّ لكي أحصل على الإجابات الشَّافية , ولكنَّني لَم أجدْ عنده ما يُثلجُ صدري . وأتذكَّر أنِّي سألتُه مرَّة : لِماذا يقول الإنجيلُ أنَّ المسيح جالسٌ على جبل الزَّيتون يَدعُو اللَّه ؟ فإن كان هو اللَّه حقًّا , فمَنْ يَدعُو ؟! ولِمَنْ يَسجُد ؟! فأجابني إجابات لَم أفهم منها شيئًا !
ثمَّ بدأتُ أتفكَّر فيما نفعلُه في الكنيسة , من اعترافٍ بالخطايا والذُّنوب للقسِّ , والمناوَلة , وهي عبارة عن جلاش طريّ يُوضَع في الخمر , فيقول القسُّ أنَّ هذين الشَّيئين صارَا دَم وجَسَد المسيح , ومَن يأخُذهُما يُغفَر له ويُطَهَّر من الدَّاخل !
وتساءلتُ : كيفَ يَغفرُ ذُنوبي بَشرٌ (أي القسّ) , مثله مثلي ؟! وهو (أي القسّ) , لِمَن يَعترفْ ؟! ومَن يغفرُ له ؟! وكيف يُحَلُّ دمُ وجسدُ المسيح في هذه الكأس ؟! وكيف يُطهِّر ما في داخلي ويَغفر ذنوبي ؟!
وبدأَت الأسئلةُ تتلاحق في ذهني , ولَم أجد لها إجابات . وبدأتُ أتَّخذُ قراراتٍ من نفسي , مثل عدم الاعتراف للقسِّ , لِأنَّه بشرٌ مثلي , وعدم أخذ المناوَلة , وآمنتُ أنَّ المسيح عليه السَّلام نبيٌّ لِأنَّه بَشر , وأنَّ اللَّهَ له صفات الكمال الخاصَّة به والتي تَتنافَى مع صفات البشر , وبدأتُ أقرأ الإنجيلَ دون أن أقول : " ربُّنا يَسوع المسيح " , بل أقول : " يسوع المسيح " فقط . ومع ذلك , لَم أشعُر أنَّ هذا هو الحلّ السَّليم .


وذات ليلة , كنتُ أُذاكرُ دروسي في غرفتي , في منزل والديَّ , وكان خلف منزلنا مسجد . وكنَّا في شهر رمضان , فكان المسلمون يُصلُّون صلاة التَّراويح , بعد صلاة العشاء , وكان صوتُ الإمام يَصلُ إلى غُرفتي عَبْر مُكبِّرات الصَّوت , وهو يقرأ القرآن بصَوت خافِت وجميل , فشعرتُ بِحَلاوةٍ تَمسُّ قلبي .


ثمَّ جاءت اللَّحظة التي شرح اللَّهُ فيها صدري للإسلام , وكان ذلك يوم الأحد داخل الكنيسة , عندما كنتُ أقرأ الإنجيل قَبْلَ القُدَّاس , استعدادًا لِقراءته على النَّاس خلال الصَّلاة . وأثناء استعدادي , سألتُ نفسي : هل سأقول : " ربُّنا يَسُوع المسيح " ؟ أم " يَسُوع المسيح " فقط , لِأنَّه نبيٌّ وليس إلها ؟ ولكن إذا قلتُ ذلك , فسوف يُلاحِظُ الحاضرون أنَّني تجاوزتُ كلمة " ربُّنا " , وإذا قُلتها فسوف أخالفُ ضميري .
وفي النِّهاية , قرَّرتُ أن أقرأ الإنجيل كما هو , دون تغيير , ما دمتُ أمام النَّاس , وأن أقرأه بدون كلمة " ربُّنا " عندما أكون بِمُفرَدي . وجاء موعد قراءتي للإنجيل خلال القُّدَّاس , فبدأتُ أقرأ بثَبات , تَمامًا كما هو مكتوبٌ , حتَّى وصلتُ إلى جملة : " ربُّنا يَسُوع المسيح " , فلَم أشعر بنَفسي إلاَّ وأنا أتجاوزُ كلمة " ربُّنا " , وأبَى لساني أن ينطقَ بها . فتعجَّب القِسُّ من فعْلي هذا , وأشار إليَّ بالجلوس . فتَوقَّفتُ عن القراءة وجلستُ , وأكملْنا الصَّلاة بشكل طبيعي .
فلمَّا انتهينا , توجَّهتُ إلى الغرفة الخاصَّة بنا , وهناك سألني القِسُّ : لِمَ فعلتَ ذلك ؟! لِمَ لَم تقرأ الإنجيلَ كما هو ؟! فلَم أُجبهُ , وقلتُ له : إنِّي أريدُ أن أذهبَ إلى بيتي لِأستريح . ثمَّ ذهبتُ إلى غرفتي وأنا في غاية الدَّهشة : لِماذا فعلتُ ذلك ؟! ماذا حدثَ لي ؟!
ومنذ ذلك اليوم , أصبحتُ أنام دون أن أتِمَّ ما كنتُ اعتدتُ قراءته يوميًّا من الإنجيل , وأصبحتُ لا أشعرُ بالرَّاحة , لا في الصَّلاة , ولا في القراءة , ولا حتَّى في الذَّهاب إلى الكنيسة . وظللتُ أَتفكَّر في حالي , وتخترقُ أُذُني تلكَ الكلمة القاسية التي قالَها لي صديقي المسلم : كلُّكم في النَّار !


ثمَّ أقبلتُ على القراءة الجادَّة في كتب المقارنات والكتب الإسلاميَّة , فعرفتُ أنَّ المسيح نبيٌّ , قال اللَّهُ له : كُنْ , فكان , واكتشفتُ أنَّ المسيح وأمَّه مريَم عليهما السَّلام مُكَرَّمان غاية التَّكريم في القرآن , وعلمتُ أيضًا أنَّ محمَّدًا صلَّى اللَّه عليه وسلَّم مذكورٌ في إنجيل العهدَين , القديم والجديد . فتأكَّدتُ حينئذ أنَّ الإنجيل الذي بين يَدَيَّ مُحَرَّف , واقتنعتُ أنَّ الإسلام هو الدِّينُ الحقُّ , وأنَّ اللَّهَ لا يرضَى غيره دينًا , وأنَّه هو الطَّريق إلى الجنَّة وإلى النَّجاة من النَّار .


ثمَّ ذهبتُ إلى إحدى المكتبات واشتريتُ مصحفًا للقرآن الكريم , وبدأتُ أقرأ فيه , فأحسستُ براحة غريبة في داخلي . وانشرح صدري للإسلام , فأخبرتُ أخواتي بذلك , فعجبتُ أنَّهنَّ قد سَبقْنَني إليه ! فنطقتُ عندئذ بالشَّهادتَيْن : أشهدُ أن لا إله إلاَّ اللَّه وأشهد أنَّ محمَّدًا رسول اللَّه .
لقد وُلدتُ من جديد , فَمَا أجملَهُ من دين , وما أعظمَهُ من إله واحد لَم يَلِدْ ولَم يُولَد ولَم يكُن له كُفُوًا أحَد . اللَّهمَّ فلَكَ الحمدُ على نعمة الإسلام وعلى نعمة الإيمان , اللَّهمَّ ثَبِّتْني على ما أنا عليه , واجعلْ آخرَ كلماتي في هذه الدُّنيا : لا إله إلاَّ اللَّه محمَّدٌ رسولُ اللَّه , مِن أجلها أحيا ومن أجلها أموت وبها ألقاك , وصلِّ اللَّهمَّ على سيِّدنا محمَّد وسلِّم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدِّين .
__________________
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://lovengparadise.yoo7.com
 
وفى اسلام هذا الشاب عبرة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
محب الجنة :: المنتديات الأدبية :: منتدى القصص والروايات-
انتقل الى: